هل كورونا حرب بيولوجية؟
نظرية المؤامرة ثقافة متجذرة في الشعوب المتخلفة. والسبب أنها مشجب يعلقون عليه فشلهم، وتخلفهم، وتدني ثقافتهم التي جعلتهم أمة لا تعرف إلا الاستهلاك، والاعتماد على الآخر.
طفت على السطح في الثلاثة الأشهر الماضية هذه النظرية، وهم يرون انتشار فيروس كورونا بين الصينيين، ومن ثم الإيرانيين وانتقاله إلى أغلب دول العالم، بمن فيهم الأوروبيون وأخيراً الأمريكيون فحوى هذه المؤامرة أن أمريكا، ممثلة بالجيش الأمريكي، هي من صنع هذا الفيروس في معامله البيولوجية، ثم قام بتوجيه ضربة بيولوجية للصين، واختار المدينة الأكثر شهرة بالصناعة هناك وهي مدينة (ووهان). وكالعادة تلقى هذه الشائعة الدول التي يعشق أهلها تفسير الأحداث الغامضة التفسير السهل الساذج وربطها بالمؤامرات، ونشروها، وصاروا يبحثون عن أسباب ومبررات ليقتنع بها العالم، وعلى رأس هؤلاء فلول اليسار العربي، الذي هزمه الغرب شر هزيمة، وشاركهم في ذلك المتأسلمون، الذين يرون أن من هزمهم، وسحق آمالهم لإقامة دولة الإخوان، هو الغرب عموماً، وأمريكا على وجه الخصوص. تسألهم: وما هو الدليل على أنها مؤامرة؟، فلا يضعون أمامك إلا افتراضات فارغة لا يدعمها دليل مهما كان واهياً؛ طبعاً مثل هذه الشائعات تجد لها آذاناً صاغية دائماً وأبداً لدى الأمم المهزومة، والمفلسة، أما الإنسان العقلاني، الذي يُفعّل المنطق، ويبحث عن الدليل، ويتسلح بالشك حتى يمحوه الدليل القاطع، فهذا بينه وبين من يؤمنون بالمؤامرة مثل ما بين الأرض والسماء، والحقيقة والخرافة.
الإيرانيون فشلوا -كما هو معروف- في التعامل مع هذا الوباء، واستهتروا به في بدايات وصوله إليهم، فجاءت خرافة أنها حرب بيولوجية، ليتخلصوا من مسؤولية تفشي هذا الفيروس في إيران.
وعلى أية حال، فإن من حسن حظ العالم أن الأمريكيين تولوا مواجهته، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي ترمب حالة الطوارئ، فليس لدي أدنى شك أن الأمريكيين هم وحدهم من سوف يخلصون العالم منه قطعاً.
إلى اللقاء
نقلا عن الجزيرة